الدرس الثالث من الدورة الثانية

روسيا
ورهانات التحول



مقدمة: شهدت روسيا منذ منتصف الثمانينات من القرن العشرين تحولات سياسية واقتصادية عميقة، اتهت بانتقالها من الاشتراكية إلى اقتصاد السوق. فأين تتجلى مظاهر هذه التحولات؟ وما أهم انعكاساتها الاقتصادية والاجتماعية؟


تتميز روسيا بمساحتها الكبيرة ومناخها القاري وتوزيع اسكانها بشكل غير متساو:

- من حيث التضاريس: تعتبر روسيا الاتحادية أول دولة في العالم من حيث المساحة (17 مليون كلم2). تضاريسها متنوعة تتكون أساسا من سهول شاسعة في النصف الغربي، وهضاب تقع في الوسط الشرقي، في حين توجد الجبال في المناطق الشرقية والجنوبية من البلاد. 
- من حيث المناخ: ونظرا لانفتاح روسيا على القطب الشمالي ..ووجود جبال في الجنوب تمنع تسرب الكتل الهوائية الحارة..فإن مناخ روسيا يغلب عليه طابع القارية وشدة البرودة باستثناء بعض المناطق الغربية والجنوبية الغربية. ونتيجة قساوة الظروف المناخية  فإن الأراضي الزراعية لا تشكل سوى 7.5 من مجموع مساحة البلاد.      
                                                           
- من حيث السكان: يبلغ عدد سكان روسيا حوالي 150 مليون نسمة، وهم يتكونون من عرقيات متنوعة أهمها الروس..ويتركز أغلبية السكان في القسم الاوروبي (الغرب) من البلاد نتيجة خصوبة التربة وملاءمة المناخ وقدم التعمير..في حين تقل الكثافة السكانية في القسم الأسيوي (الشرقي) بسبب قساوة الظروف المناخية وصعوبة التضاريس..


عرفت روسيا عدة تحولات على المستوى السياسي:


إلى غاية سنة 1985: كانت روسيا جزءا من الإتحاد السوفياتي الذي كان يتبع نظاما اشتراكيا يعتمد على تأميم وسائل الإنتاج ويركز على الصناعات الأساسية..  
                          
فيما بين سنة 1985 وسنة 1991 دخلت البلاد في مرحلة البيروستريكا (الانفتاح) المتميزة أساسا بمحاولة دمقرطة الحياة السياسة والانفتاح على اقتصاد السوق.. 

 بعد سنة 1991: تفكك الإتحاد السوفياتي وظهرت روسيا الإتحادية كدولة مستقلة تخلت نهائيا عن النظام الاشتراكي وذلك بإتباع النظام اللبرالي .. 


واكب التحول السياسي عدة تحولات على المستوى الاقتصادي: منها      
                                   
 خوصصة الأراضي الفلاحية والشركات الصناعية ..وتحرير القطاع التجاري والأجور..والانفتاح على الخارج                 
  تراجع مستوى الإنتاج الصناعي والفلاحي بشكل مؤقت بسبب الاشتراكية إلى اللبرالية                               
 تراجع أهمية القطاع العام في تشغيل اليد العامل مقابل ازدياد أهمية القطاع الخاص في توفير فرص الشغل 
 تطور ونمو التجارة الخارجية نتيجة سياسة الانفتاح


أصبح الاقتصاد الروسي يعرف تحسنا ملموسا: 

على المستوى الفلاحي: تنوعت المنتوجات الفلاحية: حبوب، شمندر، قطن..كما عرف الإنتاج الحيواني تطورا مهما خاصة بالنسبة لتربية الأغنام والخنازير..

على المستوى الصناعي:  استرجعت روسيا مكانتها في انتاج الطاقة حيث اصبحت تحتل الرتبة الأولى عالميا في إنتاج الغاز الطبيعي والرتبة الثالثة في انتاج البترول..وتتوفر البلاد على مركبات منجمية ضخمة في باكو 3 و2..وتنتج روسيا اليورانيوم والطاقة النووية..كما توجد بالبلاد عدة مناطق صناعية كبرى ..وعدة مراكز للبحث العلمي والتكنولوجية العالية..خصوصا في القسم الغربي والجنوبي. 

على المستوى التجاري: تزايدت قيمة الصادرات ..وتشكل مصادر الطاقة أهم الصادرات ( 44 ) تليها المعادن (15) ثم المنتوجات الصناعية والأسلحة وبعض المواد الفلاحية ..


خاتمة: رغم قوة بنية الاقتصاد الروسي فإن البلاد تعاني من مجموعة من المشاكل الاجتماعية منها: ضعف النمو الديمغرافي وانتشار البطالة .. واسمرار وجود بعض مظاهر الفقر ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق